صبر ساعة خير من عذاب الأبد
--------------------------------------------------------------------------------
إشراقه ،،
قال تعالى :
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض )
جنة عرضها السموات والأرض ألا يكون لنا فيها موضع قدم !
الجنــــــة
أمنية المشتاقين
وراحة المتعبين
الغمسة فيها تنسي بلاء السنين
فمن هنا نبدأ وهناك نلتقي
-بإذن من سعينا لجنته-
فالصبر الصبر .. والبذل البذل .. والتعب التعب !
فمن صام عن شهوته في الدنيا .. أدركها في الجنة ،
فطوبى
لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر
ولمن أظمأ نفسه ليوم الري الكامل
ولمن صبر عن شهوات زائلة ليسعد بنعيم الجنة
قال ابن الجوزي:
النعيم لا يدرك بالنعيم ، ومن آثر الراحة فاتته الراحة ،بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ، فلا فرحة لمن لا هم له ، ولا لذة لمن لا صبر له،ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، صبر ساعة خير من عذاب الأبد ، وإذا تعب العبد قليلاً استراح طويلا ً) *
صبر ساعة خير من عذاب الأبد
إذ تعب العبد قليلا ً
استراح طويلا ً !
اتعبي قليلا ً
اتعبِي مع قيام الليل قليلا ً
اتعبِِي مع الصيام قليلا ً
اتعبِي لله قليلا ..ً
فالموعد غدا ً مع الراحة !
واصبرِي عن الغناء ساعات مع القرآن
واصبرِي عن المنكرات ساعة
واصبرِي عن ما يغضب الله ساعة
واصبرِي على المكاره ساعة ..!
فغداً جزاءالصابرين بغير حساب !
تريد إدراك المعالي رخيصة-----ولابد دون الشهد من إبر النحل
ويقول آخر :
تــصل الذنـوب وترتجي-----درج الجنان ونيل فوز العابــدِ
ونسيت أن الله أخرج آدمـاً-----منها إلى الدنيا بذنب واحـــــدِ
لا تستصعبِي الطريق فالمعين قادر !
كان أبو مسلم الخولاني يقول :
(أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا بها دوننا !
كلا والله لنزاحمنّهم عليها زحاما ً حتى يعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً ) !
فو الله لنزاحمنّهم عليها
حتى ندخلها ونقول فزنا ورب الكعبة !
فشمّري عن ساعديكِ
حتى الجنة
تذكري !
أن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها ،إنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب !
فتكون صورة العمل واحدة وبينها في التفاضل كما بين السماء والأرض !
فالبداية إخلاص النية والنهاية قطوفها دانية
لا يخدعنك عزّ فانٍ ، ولا يغرينك ملكٌ زائل، واعلمي أن الجنة هي الوطن
وإنما تقضى الأوطار في الأوطان أما الدنيا فدار غربة منذ أُهبط فيها الأبوان !
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ** وحنينه أبدا ً لأول منزل
فحيّ على جنات عدنٍ فإنها ** منازلنا الأول وفيها المخيم
ولكـننا سبي العـدو فهل ** نعود إلى أوطاننا ونسلـم ؟
منقول